خدمة الواتساب
+971555579300انستقرام الرمس نت
@alramsnetتليجرام الرمس نت
للإشتراك اضغط هنا
#1
|
|||
|
|||
أينشتاين الراسب
.
أينشتاين الراسب *جريدة الخليج د. حسن مدن: تقدم أينشتاين بطلب الانتساب إلى معهد البولتكنيك بسويسرا، لكنه رسب في امتحان القبول. وعلينا تخيّل الخيارات التي ترد في أذهان من يكونون في مثل هذا الوضع، فقد تؤدي بهم خيبة الأمل إلى التفكير في خيارات أخرى، بينها دراسة تخصص آخر أسهل، مع أن الثابت هو عدم وجود تخصصات سهلة وأخرى صعبة. كل التخصصات صعبة. الفارق هو في القدرات الذهنية والميول لدى الدارسين، فلو تقدّم متفوق بطلب الانتساب إلى كلية الآداب أو الفنون فليس ضرورياً أن ينجح في امتحان القبول، لأن مجال تفوقه مختلف، والعكس صحيح أيضاً، فلو تقدم طالب بموهبة وميول فنية لدراسة البيولوجيا مثلاً فإنه، على الأرجح، لن يوفق. أينشتاين كان يأنس في نفسه ميلاً للدراسة في المعهد الذي قصده، هو الآتي من مدرسة ألمانية في مدينة ميونيخ أسيرة للأنظمة التقليدية في التعليم من حيث الصرامة وكثرة الواجبات، حيث لم يبدُ على الفتى أينشتاين أي تميز في دراسته، فكان تلميذاً عادياً، بل كان أميل إلى مقت المدرسة والدراسة. لم يحبط الرسوب من همة آينشتاين، ولم يجعله ينصرف عن فكرة التمسك بخياره، فقصد مدرسة سويسرية ليدخل فيها فصول تقوية تمكنه من معاودة التقدم لامتحان القبول في معهد البولتكنيك إياه. يورد الدكتور محمد رؤوف حامد في كتابه: «الوطنية في مواجهة العولمة»، الذي منه استقينا هذه المعلومات أن للمدرسة التي قصدها أينشتاين «توجهاً عقلانياً يأخذ في الاعتبار قدرات الفرد في البحث عن المعرفة، فكان هناك القليل جداً من الحفظ والاستذكار في مقابل اهتمام كبير بالعمل البحثي الذي يبدأه الطالب بنفسه»، كما تولي عناية بتنمية «تفاعل مرن وديمقراطي بين التلاميذ والمدرسين». لذلك ظلَّ أينشتاين ممتناً لهذه المدرسة بالذات في إطلاق طاقاته الذهنية الكبيرة، وهو لم يكن قبلها تلميذاً غبياً وأصبح بعدها ذكياً. كل ما في الأمر أن هذه المدرسة نجحت في مساعدته على إدراك قدراته، على خلاف المدرسة الألمانية الصارمة التي كان فيها، وعن مدرسته الجديدة قال: «شكراً للروح العقلانية لهذه المدرسة. كان المدرسون لا يعتمدون في علاقاتهم بالطلاب على نفوذ أو سلطات غير قدرتهم على التفاعل معهم». وينقل الدكتور حامد عن أستاذة أمريكية قولها ما مفاده بأن أينشتاين في هذه المدرسة «كفَّ عن دور الطالب المطيع وتعداه إلى دور الطالب الإيجابي الذي يفكر بصوتٍ عالٍ مع أساتذته». ولعل في هذا مربط الفرس حين يجري الحديث عن وضع المنظومة التعليمية في بلداننا العربية التي تزداد تقهقراً، كونها تمعن في مهمة تخريج الطلبة المطيعين، الإمعات، لا الطلبة الذين يفكرون، ولا تغرس في نفوسهم الشخصية المستقلة التي تشحذ هممهم العقلية، لا أن تقمعها وتُقيّدها، وبالتالي فإن المواهب الواعدة توأد حتى قبل أن تفصح عن نفسها.
__________________
.. ![]() .. التعديل الأخير تم بواسطة مختفي ; 5 - 4 - 2018 الساعة 11:38 PM |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|