السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخــــــــــــــــــــــــي الكريم
بخصوص اللإستفسار عن العلاج بالطاقة
فقد علمنا بأنه قد حاول الناس قديماً في اليابان معالجة الأمراض بطرق بدائية، وكذلك كل شعب من الشعوب القديمة حاول إعطاء تفسير لما يحدث معه من مرض وشفاء. ولكن اليابانيين لاحظوا أثراً للمس المريض أثناء علاجه، أطلقوا اسم (الريكي) أو الطاقة الكونية، واعتقدوا بأن الكون مليء بالطاقة وتتأثر أجسادنا بهذه الطاقة، ويمكن أخذ الطاقة من الكون وتركيزها في أجسادنا لتساعدنا على الشفاء. ويقولون إن الإنسان هو عبارة عن كمية من الطاقة المركزة، وهناك أناس لديهم القدرة على تركيز هذه الطاقة في أجسادهم والتأثير بها على الآخرين من أجل إعادة التوازن للجسم، فلديهم اعتقاد أن أي مرض يحدث للإنسان فإنه يسبب عدم التوازن في طاقة الجسم ولابد من إعادة التوازن ليحدث الشفاء، وغير ذلك من الاعتقادات.
لديهم اعتقاد بوجود طاقة الأرض أيضاً، ويجب عليك أن تندمج مع طاقة الأرض لأنك خلقت منها وستعود إليها، وهناك مسارات محددة في جسدك ومناطق استقبال الطاقة وعددها 7 مناطق، والعلاج يعتمد على أنك يجب أن تتخيل الطاقة وهي تتدفق عبر جسدك من خلال قنوات في الرأس والقلب وأجزاء الجسد.
يستخدم هؤلاء العلاج باللمس Healing Touch للوصول إلى الشفاء، والمصطلح QI يعبر عن تدفق الطاقة في مسارات الجسد، ويعتقدون بوجود مجال طاقة يحيط بالجسد يسمى Auraوهناك نقاط تتأثر بهذه الطاقة في الجسم تدعى charkaوهناك طاقة إيجابية وطاقة سلبية معاكسة. فالطاقة الإيجابية فعالة وشافية والطاقة السلبية تسبب المرض والاكتئاب.
حقائق لابد من معرفتها
- يبث دماغ الإنسان ذبذبات تنتشر لعدة أمتار ويمكن التأثير بها على الآخرين.
- يبث القلب ذبذبات تنتشر حول الإنسان وهي أقوى بمئة مرة من ذبذبات الدماغ، وتؤثر على قلوب الآخرين!
- كل ذرة من ذرات الكون تنشر حولها مجالاً كهرطيسياً يمكن قياسه ومعرفته بأجهزة خاصة.
- الطاقة الكونية غير ملموسة ولا يمكن رؤيتها أو التقاطها بالأجهزة، إنها طاقة افتراضية قد تكون موجودة أو لا، ولكن كثير من الباحثين يرجح وجودها، لأن هذه الطاقة تفسر لنا الكثير من الظواهر.
برنامج جامعة ستانفورد للعلاج بالطاقة
لقد لفت هذا الموضوع انتباه بعض الباحثين فقرروا القيام بتجارب لكشف مدى مصداقية هذا العلاج، وقد ساهمت بعض النساء المصابات بسرطان الثدي كمتبرعات لإجراء جلسات العلاج وتثبيت النتائج.
واليوم يحاول بعض الباحثين في جامعة ستانفورد الاستفادة من المعالجين في علم الطاقة في محاولة منهم لتفسير ما يجري، فقد لاحظ العلماء تأثيراً كبيراً على بعض الأمراض المستعصية عندما يمرر المعالج يده فوق جسد المريض وبخاصة مكان الألم. إن هؤلاء الباحثين يرون النتائج ولكن لا يمكنهم معرفة الأسباب، ولا يستطيعون قياس أو كشف هذه الطاقة الخفية.
وحتى هذه اللحظة لم يحصل الباحثون في هذه الجامعة العريقة على نتائج ملموسة، وكل ما لاحظوه هو بعض علامات التحسن على المرضى، الذين يفضلون هذا النوع من العلاج لأن العلاج الكيميائي يسبب لهم الألم والمعاناة والغثيان وغير ذلك. فقد أبدى 69 % من المشاركين في الدراسة ارتياحهم لهذا العلاج وشعورهم بزوال الكآبة والحزن. و 81 % شعروا بوجود تغير في حياتهم نحو الأفضل.
همســـــــة
هناك الكثير من الحقائق القرآنية لا يعترف بها العلم الحديث، ولا يمكن لعقل أن يتصورها أو يجد لها تفسيراً مثل المعجزات. فكيف يمكن أن نفسر انشقاق القمر لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل تحول عصى سيدنا موسى إلى ثعبان مبين، ومثل إحياء الموتى لسيدنا المسيح عليه السلام، وغير ذلك من المعجزات.
هناك ظواهر غريبة جداً في القرآن مثل إحضار عرش ملكة سبأ مسافة ألفي كيلو متر تقريباً في طرفة عين (أي في أقل من 0.025 ثانية)، ولا يمكن تفسير هذه الظواهر إلا أن نعتقد أن الله تعالى أعطى للرجل الذي عنده علم من الكتاب طاقة خارقة تمكَّن بها من إحضار العرش بهذه السرعة الفائقة.
كذلك هناك طاقة هائلة سخرها الله لسيدنا سليمان وهي طاقة الرياح التي تجري بأمره حيث يشاء، ونحن نعلم أن العلماء اليوم يستخدمون طاقة الرياح ولكن لا يستطيعون توجيهها أو التحكم بها، ولكن الله أعطى لسيدنا سليمان القدرة على التحكم بهذه الطاقة.
كذلك لا يمكن أن ننكر وجود طاقة هائلة موزعة في الكون يسميها العلماء بالجاذبية، فكيف يمكن للكون أن يتماسك وينتظم في عمله دون قوة تتحكم به، هذه القوة هي نوع من أنواع الطاقة.
الله تعالى أعطى للنار طاقة يسميها العلماء الطاقة الحرارية يمكن أن تحرق بها الأجسام، ولكن الله عطَّل هذه الطاقة من أجل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقال: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء: 69]. وهذه الظواهر الغريبة لا يمكن أن نجد لها تفسيراً علمياً إلا أن نعتقد أن الطاقة بيد الله وهو يسخرها لمن يشاء ويعطلها حيث يشاء.
هل هناك طاقة لكلمات القرآن؟
عندما نستمع إلى صوت القرآن ماذا يحدث في خلايا دماغنا؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم أن كل حرف من حروف اللغة العربية له تردد خاص، واجتماع حروف محددة في الكلمات تعطي ترددات محددة، والميزة التي تتميز بها آيات القرآن أنها لا تسبه كلام أحد من البشر، ولذلك فإن الترددات "القرآنية" فريدة من نوعها، ولها تأثير مذهل على خلايا الجسد.
فإذا علمنا أن كل ذرة في الكون تهتز بنظام محكم، وكل خلية من خلايا أجسادنا تهتز بنظام محكم، فإن صوت القرآن الذي نسمعه سوف يؤثر على اهتزاز الخلايا، بل ويعيد برمجتها ويصحح عملها، وبالتالي تساهم في الشفاء. فالمرض هو خلل في طريقة اهتزاز الخلايا في عضو ما، وبما أن الصوت هو اهتزازات ميكانيكية أي نوع من أنواع الطاقة، فهذا يعني أن كلمات القرآن محمَّلة بطاقة خاصة بها تؤثر على خلايا الجسد وبخاصة خلايا القلب والدماغ والجلد، وتكون سبباً في شفاء الإنسان المؤمن من الأمراض، وهذه هي فكرة العلاج بالقرآن.
هل هناك طاقة في أسماء الله الحسنى؟
هناك بعض الباحثين يعتقدون أن كل اسم من أسماء الله الحسنى إذا تكرر بعدد محدد من المرات فإنه يشفي من مرض محدد، فما هي حقيقة هذا الأمر؟ أقول إن الله تعالى أودع في أسمائه طاقة يمكن أن تكون وسيلة للشفاء والرزق والمغفرة والرحمة والحماية من الأمراض والمخاطر والشر وغير ذلك، بل أمرنا أن ندعوه بها فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]. فنحن ندعو الله أن يشفينا ببركة هذه الأسماء وبما استودعه الله فيها من أسرار، والإجابة مضمونة لأن الله تعالى تعهد بذلك فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فنحن لا نرى الطاقة التي أودعها الله في تكرار أسمائه الحسنى ولكننا كمؤمنين لا نشك بأن هذه الأسماء هي وسيلة للشفاء واستجابة الدعاء.
جاء بعض الباحثين بأعداد وتكرارات لأسماء الله الحسنى لا دليل شرعي أو علمي عليها، ولذلك أنكر بعض العلماء المسلمين هذا النوع من العلاج بطاقة الأسماء الحسنى، وأنا لست مع الطرفين لأن الدعاء بأسماء الله الحسنى لا شك أن فيه شفاء عظيماً، ولكن أن نلزم الناس بأعداد محددة لكل اسم فهذا الأمر غير دقيق، إنما نقول كرر أسماء الله الحسنى بالعدد الذي تستطيع وادعوه بها والشفاء سيحدث إن شاء الله.
النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر العلاج بالطاقة!!
إن العلاج بالطاقة كان يتخذ أسماء عديدة تختلف من بيئة لأخرى ومن حضارة لأخرى، والعرب في عصر الجاهلية لم يكن لديهم هذا المصطلح، بل كان لديهم مصطلح "الرقية" فكان الأطباء وقتها يعالجون مرضاهم بتكرار عبارات محددة يعتقدون أنها تحوي نوعاً من أنواع الطاقة الشفائية. وقد عُرض هذا النوع من أنواع العلاج على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فهل أنكره؟
لنتأمل هذا الحديث جيداً، فعن عوف بن مالك الأشجعي, قال: كنا نرقي في الجاهلية, فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعرضوا على رقاكم, لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك) [رواه مسلم]، فانظروا معي إلى الرحمة النبوية، لم ينكر عليهم هذا العلاج، بل صحح لهم الطريق بإبعادهم عن الشرك بالله تعالى.
ولذلك ينبغي أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا ننكر أي جديد بحجة أنه صادر عن الملحدين، بل نأخذ المفيد والنافع منه، ونترك ما فيه شرك وكفر وإلحاد. أي بدلاً من أن نعتقد أن الطاقة موجودة منذ الأزل وتفيد بذاتها، نقول إن الله هو خالق الطاقة وسخرها كما سخر لنا كل شيء في هذا الكون بل وأمرنا أن نتفكر ونتدبر، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].
حتى عندما يعتقد أحد أن الدواء ينفع بذاته فهذا نوع من أنواع الشرك، بل إن أي دواء وأي طبيب وأي علاج كل ذلك أشياء سخرها الله لسعادة الإنسان ليشكر نعمة الله عليه، ولا يمكن للدواء أن ينفع إلا بإذن الله، وهذه هي العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مؤمن أن يعتقدها.
و الخـــــــــلاصة
1- لا يمكننا أن ننفي أو نثبت وجود الطاقة المزعومة هذه ولكني أميل إلى الاعتقاد بوجود نوع من أنواع الطاقة الخفية في كل شيء من حولنا، وهو مخلوق من مخلوقات الله سخره الله لخدمتنا، تماماً كما سخر لنا البحر والشمس والجبال والحيوانات وغير ذلك من المخلوقات. وأنا كمؤمن أعتقد أن كل شيء في الكون هو مخلوق من مخلوقات الله يسبح بحمده ويعمل بأمره: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
2- كل ما ثبُت علمياً بالحقائق الدامغة لا يمكننا أن نرفضه بحجة أنه صادر عن علماء ملحدين، فالحقائق العلمية مهما كان مكتشفها فإن الخالق واحد عز وجل، وهو الذي سخر هذه الطاقة وينبغي أن نستفيد منها، ولكن في إطار الكتاب والسنة الشريفة.
3- إن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كان عندما يضع يده الشريفة على جسد المريض فإن الشفاء يحدث سريعاً، فهذا يدل على أن الله أكرم سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام "بطاقة كبيرة"، كيف لا وهو الذي وصفه خالقه بأنه رحمة للعالمين!
تذكــر كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المريض أن يضع يده على مكان الألم ويقول: (بسم الله) ثلاث مرات، ثم: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) سبع مرات [رواه مسلم]. ونقول إن وضع اليد على مكان الألم وتكرار العبارات السابقة له أثر كبير في الشفاء، ومع أن الطب الحديث لا يعترف بمثل هذا العمل إلا أننا كمسلمين نعتقد أنه سبب من أسباب الشفاء. أي أن العلماء لم يكتشفوا كل شيء، لا زال هناك الكثير من الأسرار.
كما كان النبي إذا اشتكى من مرض قرأ بالمعوذتين ونفث في كفيه ومسح بهما وجهه وجسده الشريف، وهذا نوع من أنواع العلاج بالطاقة التي أودعها الله في المعوذتين، فتأملوا!
ونحن كمسلمين يمكن أن نستفيد من العلاج بالطاقة ولكن بالاعتماد على القرآن والسنة، أي أن تقرأ الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين ثم تنفخ قليلاً في كفيك وتمسح بهما جسدك أو جسد ولدك أو زوجتك أو المريض بشكل عام، وتكرر هذا العمل مع آيات أخرى من القرآن وأنت تعتقد أن الشفاء سيحدث لامحالة، وتتصور أن المرض بدأ يزول شيئاً فشيئاً، وتحاول التركيز جيداً وتتصور وجود طاقة شفائية في الآيات التي تقرأها، وسيحدث الشفاء سريعاً بإذن الله.
وخلاصة القول
قبل أن نقبل بالعلاج بالطاقة ينبغي أن ننقّيه من الشوائب الشركية والوثنية، ونرده لأصله في القرآن والسنة، وأن نستفيد من تجارب الباحثين في هذا المجال، ولكن بما يتناسب مع تعاليم ديننا، أي أن نجعل القرآن والدعاء النبوي أساس العلاج بالطاقة، والله أعلم.

وأخوي لتطلع أكثر على ((علم الطاقة)) ومدى مصداقيته وموافقته للشريعة الإسلامية ,,أرجو أن تقبل نصيحتي بالحصول على كتاب ((أسرار الطاقة)) لمؤلفه د...عبداللطيف العزعزي
وأنصحك بالتواصل مع (( مركز التميز للإستشارات والعلاج بأبوظبي ))
أتمنى أن تكون الإجابة وافية
مريم علي الكاس