تسجيل دخول

عام الاستعداد للخمسـين

  #1  
قديم 15 - 9 - 2022, 11:35 PM
مختفي مختفي غير متواجد حالياً
مراقب عام المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 28 - 9 - 2008
الدولة: الإمارات-رأس الخيمة- الرمس
المشاركات: 12,629
معدل تقييم المستوى: 372
مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute مختفي has a reputation beyond repute
الأماكن التي تسكن القلب والذاكرة

.






الأماكن التي تسكن القلب والذاكرة



*جريدة الخليج



سوسن دهنيم:

للأماكن قدرتها على خلق ارتباط وثيق بالحدث واللحظة والشخوص.


لها القدرة على استحضار حالات شعورية كانت مركونة في زاوية قصيّة من الذاكرة والقدرة على جعلنا نربطها بأصحابها أو زوارها أو من كنا بصحبتهم فيها ذات وقت.



نذهب إلى هذا المكان أو ذاك فنتذكر عزيزاً رحل، نشعر بالغصة لرحيله، ونبتسم لذكراه التي مرت حتى صاحبت عطره أحيانًا فشممناها كما لو أنه حاضر بجسده وعطره معنا.


نتذكر عزيزاً فرقتنا عنه المسافات أو الظروف، وأحياناً نتذكر من هم لايزالون معنا دائماً لكنهم غير موجودين بصحبتنا في هذه الجولة.


بعض الأماكن تكون عنواناً لأصحابها ولا يمكن أن نراها إلا بهم أو نستشعر قيمتها وجماليتها من غير صورهم ومرورهم بالمكان كالمقاهي والمطاعم وقاعات الفنون.


يرتبط لدينا اسم المكان بصاحبه، خصوصاً حين يكون من الأشخاص الذين لا يستكينون ولا يتوارون خلف موظفيهم أو من يقوم بأدوارهم البديلة، فلا يمكن أن يكون هنالك بديل لهم، لأنهم ببساطة روح المكان وقلبه.


تعودنا أن نزور أحد المطاعم الجميلة بنباتاتها الداخلية الموزعة بإتقان هنا وهناك، وديكور المحل الخشبي الذي يتناسب مع أثاثه وطبيعة بنائه والنباتات التي تزينه وصوت فيروز وهو يصدح حاملاً معه كل السكينة، واعتدنا على رؤية صاحبته التي لم تكن تقوى على ترك زبائنها من غير الاطمئنان عليهم وعلى حاجاتهم، فنجدها تلقي التحية على هذا وتبتسم مع ذاك وتتبادل الأحاديث مع هذا وذاك. وحين ذهبنا إلى المحل ذاته قبل أيام بعد أن تركته وانتقلت لمكان آخر وجدنا المكان يفقد قيمته، لم تكن النباتات كما كانت منتعشة وفي كل مكان، ولم تكن الابتسامة التي طالما زينته موجودة ترفرف كفراشة من حولنا.. وبهذا عرفنا تماماً أن هذا المكان فقد روحه ونبضه، كما حدث حين تُوفّي رئيس التحرير في إحدى الصحف التي عملت بها ففقدنا جميعاً جزءاً من أرواحنا ولم يعد المكان كما كان أبداً فغادره كثيرون.


للأماكن قدرتها على جعلنا نشعر، ونتذكر، ونتذوق، ونشمّ، ونرى، ونحلم ونتجدد ونعود كما كنا قبل سنين عديدة كما لو أن الوقت لم يمر أو العمر لم يتقدم.







__________________
..

..



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc.
المواضيع و المشاركات المطروحة بمجالس الرمس الحوارية لا تمثل رأي الموقع او ادارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها