خدمة الواتساب
+971555579300انستقرام الرمس نت
@alramsnetتليجرام الرمس نت
للإشتراك اضغط هنا
#1
|
|||
|
|||
أعاد الفضل إلى أهله
.
أعاد الفضل إلى أهله *جريدة الخليج يوسف أبو لوز: كم لك وكم عليك أن تحترم الروائي الإيطالي إمبرتو إيكو وهو يعيد الفضل إلى أهله في روايته المذهلة حقاً «اسم الوردة». والفضل هنا هو العلم، وأهله هم العرب. رواية «اسم الوردة» هي في جانب منها رواية مكتبة في أحد الأديرة، وهي مكتبة مراجع معرفية أدبية وتاريخية ودينية ولاهوتية، غير أن المكتبة أيضاً تضم كتباً لمؤلفين عرب مسلمين، ولم يكن إمبرتو إيكو أنانياً أو عنصرياً أو ناكراً للجميل التاريخي الثقافي العربي، فهو يشير في روايته إلى الكثير من العلماء العرب وإلى مؤلفاتهم المرجعية الموسوعية العلمية والأدبية واللغوية. وكانت تلك المؤلفات وحتى اليوم واحداً من أساسات الثقافة الفرعية الأوروبية، وقد تنكّر بعض الغربيين لهذه المرجعيات العربية، أو نظروا إليها بنصف عين كما يقولون، إلّا أن صاحب «اسم الوردة» يوظف هذه الكتب العربية في روايته هذه، وكأنه يكتب بقلم أو بمداد عربي. يقول إمبرتو إيكو في «اسم الوردة» مباشرةً، ومن دون تعصّب بغيض «لو كان لدينا القليل من معرفة العرب. إن أروع الدراسات حول الشفرات الغامضة كتبها علماء كفّار». وتجب الإشارة هنا الى أن عبارة «علماء كفّار» تحمل معنى العلماء الذين ليسوا مسيحيين، أي العلماء المسلمين، وهي عبارة متداولة في الكثير من الآثار الأوروبية، ولا تحمل معنى عنصرياً. يقول إيكو أيضاً على لسان بطل الرواية المحقق في جرائم القتل واسمه غوليالمو «في أكسفورد استطعت أن أحصل على إحداها لقراءتها»، ويقصد إحدى هذه الشفرات العربية الغامضة، ويضيف قائلاً: «لقد صَحّ قول باكون عندما أكّد أن التمكن من العلم يمرّ من خلال معرفة اللغات». لقد كتب أبوبكر أحمد بن علي بن وحشية النبطي منذ عدة قرون كتاب «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»، وعرض عدة قواعد لتركيب وفكّ رموز الحروف الغامضة، ولقد رأيت كتباً عربية تعرض مجموعة من الوسائل حقاً عبقرية. ويمضي بطل الرواية أو أحد أبطالها غوليالمو في شرح كيفية تعويض حرف بحرف أو كيفية كتابة الحرف مقلوباً أو وضع الحروف في نظام معاكس بحسب ما وضعه أبوبكر النبطي في كتابه «شوق المستهام». وفي مكان آخر من الرواية يقول غوليالمو «يجب أن تقرأ بعض الكتب في علم البصريات كما قرأها دون شكّ مؤسسو هذه المكتبة، وأحسنها هي كتب العرب»، ويضيف «لقد ألّف أبو الحسن بن الهيثم كتاباً بعنوان «المناظر» حيث يتحدث مستدلاً ببراهين دقيقة في علم المساحة، عن قوّة المرايا». ثم يأخذ بشرح تكبير وتصغير الصور المنعكسة في المرايا بحسب نظريات ابن الهيثم. بالطبع، إن ما جاء على لسان غوليالمو في رواية «اسم الوردة» إنما هو قبل ذلك فكر وثقافة وضمير إمبرتو إيكو نفسه الذي، كما قلنا قبل قليل، أعاد الفضل إلى أهله.
__________________
.. .. التعديل الأخير تم بواسطة مختفي ; 11 - 9 - 2022 الساعة 12:06 AM |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|