.





الحاجة للدعم المعنوي


*جريدة الخليج


شيماء المرزوقي:

من طبيعة الحياة، التقلب والتنوع؛ حيث نعيش أوقاتاً من الفرح والمرح والسعادة، وتغمرنا الآمال بالغد والمستقبل السعيد، وفي لحظات تداهمنا الهموم، بسبب بعض المصاعب، أو العقبات التي تحدّ من انطلاقتنا، أو توقف تحركنا نحو المستقبل، مثل الطالب على مقاعد الدراسة، يتجاوز بتقديرات عالية معظم المواد الدراسية، وبينما هو يضع نظراته على العام القادم، ويخطط له، تظهر له مادة أخيرة، وقد أخفق في تجاوزها، وعليه أن يعيد دراستها خلال فصل الصيف، أو موظف منهمك في عمله بكل حماس وحيوية، وفي غمرة سعادته بالإنجازات، يقع في هفوة صغيرة، يشعر معها أنها دمرت كل ما قدمه. وهناك غيرها من القصص والمواقف الحياتية التي لا تخفى علينا جميعاً، والتي معظمنا قد مر بها، ولا ننسى حالات الفقد التي تحدث بسبب وفاة عزيز، والتي يكون وقعها جسيماً على الروح والقلب والعقل، لتبقى الأحداث التي تحمل في طياتها الحزن والألم، ماثلة ومتواجدة في الحياة البشرية بصفة عامة، تماماً كالأوقات السعيدة المفرحة.



والمشكلة الكبيرة أن مثل هذه الأحداث والمواقف قد تسبب استيطاناً للحزن، ومعها قد يمتد ويطول، مما يسبّب حالات نفسية أخرى أكثر فداحة، لأنها تستدعي المرض الجسدي. تقول الدكتورة سونيا لوت، المتخصصة في علاج اضطراب الحزن المطول: «لا يسبب الحزن العميق أعراضاً جسدية محددة، بل هو رد فعل عارم للضغط الذي يحفز الجهاز العصبي اللاإرادي.. يمكن أن تكون الأعراض الناتجة عن هذا الإجهاد مزمنة أو حادة، ولكن ما دامت الاستجابة للضغط قد بدأت، يمكن أن تكون النتيجة ضرراً تراكمياً للجسم».


وعندما يصل الإنسان للحزن المستمر، والإحباط والكآبة والقلق، ونحوها من هذه الأعراض، فإن الحل الأمثل التوجه نحو الطبيب المتخصص في العلاج النفسي. ومن هنا تظهر قيمة المواساة، كقيمة بالغة الأهمية. عندما يمر أحدنا بموقف وقد أخفق فيه، يحتاج لمن يشجعه ويدعمه، ويرفع من معنوياته، عندما يتعرض أحدنا لموقف عصيب من الفقد، كوفاة عزيز، فإنه يحتاج لمن يدعمه نفسياً ويعزّز مشاعر التحمل والصبر. ومن هنا تظهر قيمة التكاتف.


هذا التكاتف حيوي ومهم، اليوم تقدمه وتمنحه لمن يحتاج إليه، وقد يمر بك في الغد حالة مشابهة أو موقف عصيب، لا قدر الله، تحتاج لمن يتحدث معك، لمن يرشدك ويوجهك وينصحك، ويأخذ بيدك.