وجوه غادرتنا ( رذاذ عبدالله )

[رذاذ عبدالله]

وجـــوه غادرتنـــا

* بقلم: رذاذ عبــــدالله

( ليس الغريب غريب الشام واليمن،،إن الغريب غريب اللحد والكفن)

كم كان الأمس جميلا، بوجوه سمحة رائعة مشرقة،،، كم كان رغم بساطته لا ينسى،،، ولن تنسى من ذاكرته تلك الوجوه التي رحلت إلى زمن آخر،،،أبعدتنا الأيام والسنين،،،وأبعدتنا الأمكنة،،،وظلت رياح الشوق تؤجج رماد الذاكرة بوجوه ذلك الزمن الذي مضى بأصحاب وأحباب...وأصبح الحضور غياب،،،وأصبح كل الصخب هدوء موجع،،وأصبحت الضحكة العالية دمعة شوق،،ودمعة رثاء،،ودمعة حنين لوجوه طالما اشتقنا لها،،

جار أصبح مرحوم،،،وعزيزة رحمها الله،،،رحمة الله على وجوه غادرت أعمارنا،،ورحلت تاركة أجمل الذكريات،،وأروع الحضور،،وأخلاقا لن تنسى،،وصوتا لا زال يقرع أبواب العمر،،،ولا يريد أن يغادر كصاحبه،،،غيابهم موجع مؤلم،،،أعمار جميلة سرقت لحظاتها،،أعمار قطفت كالورد ،،،أعمار غابت فجأة،،وأعمار تسللت إلى أفق آخر،،،أفق اللاعودة،،أفق اللاحضور،،أفق آخر،،،تلوح صورهم مع أفق الغروب هكذا هم الراحلون،،يتسللون إلى قلوبنا الموجعة،،،،

فجاعة الرحيل،،،ودموع النحيب،،،قد تكون الوجوه بعبورها لذاكرتنا مؤلمة،،تتسلل إلى لحظاتنا لنلبي لها دعوة الرحمة،،ونحن نعتصر الآه،،ونعتصر الشوق،،والحنين ،،،غادرتنا وجوه عديدة في حياتنا،،ولكن لها حضور رفيع بين قلوبنا وذاكرتنا،،قصة حضور،،وقصة غياب،،بين عمر كان بيننا،،وعمر فارق الحضور،،مؤلم حين تنطفئ شمعة العمر،،ومؤلم حين تذبل ورقة خضراء وتسقط إلى مدى بعيد،،

إلى كل الوجوه التي غادرتنا إلى أرواحكم الطاهرة ألف رحمة ورحمة،،،